كلمة العطور مشتقة من الكلمة اللاتينية per fumus والتي تعني من خلال الدخان.
يعود تاريخ العلاج بالروائح العطرية أو ممارسة الروائح العطرية إلى أكثر من 6000 عام. وقد كان جزءًا لا يتجزأ من التطور والحضارة عبر التاريخ. وفي أقدم السجلات المكتوبة، كان العطر يستخدم في كثير من الأحيان حصريًا كشكل من أشكال عبادة الآلهة. وفي العصور القديمة، كان للعطر قيمة وقوة إلهية.
في العصور القديمة، كان المصريون أول حضارة كبرى تستخدم العطور للمتعة الشخصية. فقد استخدموا البخور ومستحضرات التدليك المعطرة وزيوت الاستحمام كجزء من روتينهم اليومي. وإلى جانب استخدام النظافة، كانوا أول حضارة معروفة تستخدم الزيوت الأساسية والأعشاب (المر والقرفة) لتحنيط جثث موتاهم. بالإضافة إلى ذلك، خلال الاحتفالات الخاصة في ثقافتهم، كان المشاركون في هذه الاحتفالات يرتدون في كثير من الأحيان قبعات مصنوعة من الزيت ومواد أخرى تذوب وتطلق الروائح في الهواء عند حرقها أو تسخينها. حتى أن المصريين كانوا يدفنون بزيت العطر، اعتقادًا منهم أنهم سيحتاجون إلى الزيوت لجعل بشرتهم تفوح برائحة طيبة في الحياة الآخرة.
عبر المصريين، وصلت العطور بعد ذلك إلى اليونان. كان الإغريق عمومًا يستخدمون كمية هائلة من العطور وكانوا يعطرون كل منطقة من أجسامهم بشكل مختلف. في اليونان، ظلت الرائحة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. استخدم أبقراط، أبو الطب الحديث، التبخير العطري لتخليص أثينا من الطاعون في الفترة من 430 إلى 427 قبل الميلاد. استخدم أبقراط في علاجه للمرضى زيوتًا نباتية، سواء في الحمام أو التدليك لعلاج المرضى.
ومن بين الحقائق المثيرة للاهتمام حول تاريخ التعطير أن الرومان القدماء كانوا يقيمون حفلات "موضوعية" باهظة الثمن. ومن بين هذه الحفلات التي تم توثيقها جيدًا خلال هذه الفترة "الرائحة". وفي محاولة مضحكة، أقام نيرون (نعم، نيرون نفسه الذي عزف على الكمان بينما كانت روما تحترق) "حفلة تعطير". وبالعملة الحالية، فإن تكلفة مثل هذا الحفل الباذخ تعادل 100 ألف دولار.